الأحد، 4 مايو 2014

بناء المسكن

تخطيط المسكن. يعتمد بناء أي مسكن على نمط البناء، وعلى نوع المواد المختارة. وفي معظم الدول، يعمل المهندس المعماري مع البناء لوضع مخطط للمسكن الجديد. ويجب أن تتوافق هذه المخططات مع القوانين المحلية، ومع مجموعة المواصفات الكهربائية والإنشائية، وكذلك مع مواصفات السباكة. انظر: السكن.
بعد ذلك، يبدأ المهندس المعماري في تصميم المسكن وفقًا لرغبات المشتري، ثم يقوم بوضع مواصفات معينة وعمل الخريطة الزرقاء أو خريطة التصميم المعماري. وتتوافر في هذه الخريطة معلومات عن الأحجام ومواد البناء، وعن الطريقة التى سيتم بها بناء المسكن. وقد يشرف المهندس المعماري أيضًا على الإنشاءات الفعلية للمسكن.
الأساس. يُعد الأساس دعامة المسكن، ومن ثم يقوم عمال البناء، في بداية الأمر، بعملية الحفر أو حفر الأساس من أجل صب الركيزة، وهو أدنى جزء في الأساس. وتدعم الركائز الخرسانية ثقل كلِّ حائط، ويتم ذلك بصب الإسمنت في قوالب خشبية أو معدنية. وتمتد الركائز الخرسانية عادة نحو 30 - 180سم تحت مستوى سطح الأرض. ويستعمل البنّاؤون عادة الخرسانة أو الأعمدة الخرسانية الجاهزة في بناء الأساس الذي يمكن أن يرتفع نحو 20 - 90سم عن سطح الأرض. ويُطْلق على المنطقة التي تقع أسفل الطابق الأول اسم البدروم أو الدور التحتي. والواقع أن الأدوار التحتية تضيف إلى تكاليف البناء، إلا أنها تمدنا أيضا بحِّيز إضافي.
وفي كثيرٍ من المناطق المنخفضة أو الرطبة، ترتفع المساكن فوق سطح الأرض بوساطة جسور أو دعامات. وفي بعض الأحيان، قد يوضع أساس من طبقة خرسانية مباشرة فوق سطح الأرض، خصوصًا إذا كانت الأرض صلبة. لكن يجب أن تُمهَّد الأرض أو تسوى قبل ذلك. وعندئذ، يقوم العمال بوضع حشوة عادة ما تكون أحجارًا، ثم يغطى كل ذلك بورق عازل للرطوبة. والواقع أن الحشو والورق يمنعان تسرب الرطوبة عبر الألواح. ويصب الإسمنت مباشرة على الورق وبسُمْك 10سم تقريبًا.
الجدران الخارجية. يمكن بناء الجدران الخارجية من طبقات من الطوب أو من قاعدة خشبية تقام عليها الجدران الخشبية.

وبعد أن يُسَمِّر النجارون غلافا (طبقات داخلية) من ألواح التسقيف، أو ألواحًا من الجص، إلى قمم سقوف السطوح المائلة، يقومون
بإضافة ورق بناء غليظ أو حشية لباد سميكة إلى كل ذلك. وتضاف الطبقة النهائية من طبقات الأردواز أو البلاط أو قطران التسقيف. أما الحشوة المعدنية أو الألواح المصنوعة من الرقائق المعدنية والتي توضع حول المدخنة في المساكن الأوروبية وما أنشئ على نمطها في بلاد أخرى، وحول الفتحات الأخرى لسقف السطح، فهي توضع كي تعزل السقف عن المدخنة، وكذلك لتمنع تسرب المياه إلى داخل المنزل. انظر: السقف.السقف. يسد السقف قمة المسكن. وهناك سقوف منبسطة، إلا أن معظم السقوف منحدرة. وتُشكّل السقوف المنحدرة عادة من قطع من ألواح الخشب يُطلَق عليها اسم الروافد. يقوم النجّارون بتثبيت نهايات الروافد إلى الصفائح عند قمة الجدران الخارجية. وتنحدر الروافد فوق الصفائح لتلتقي مع ألواح الحافة، وهي ألواح توضع فوق حافة المسكن أو تلتقي مع حافة قمة السقف. وتقوم الروافد بحمل ثقل سقف السطح، أما الجيزان فهي لتدعيم ثقل الأرضية.
الإنشاءات الداخلية. وهي تشمل: 1- الأرضيات. 2- الجدران. 3- النــوافـــذ. 4- الأبواب.
الأرضيات يمكن عملها من ألواح من الخشب أو من كسوة من الخشب. ومعظم الأرضيات الخشبية تُصنع من الخشب الثقيل، مثل خشب القَيْقَب أو البلوط، بعد إعداده بشكل نهائي، ثم تُملأ الفجوات بعد ذلك بحشوة خاصة من معجون أو نحوه. وبعد ذلك، يمكن صقل الخشب بالشمع أو بالمواد المُلَمِّعَة.
وقد تستخدم لبعض الأرضيات فَرشةٌ مثل مشمع الأرضيات أو المطاط أو الفينيل أو رقائق من الأسفلت. انظر: فرش الأرضية.
الجدران. تُشَيَّد الحجراتُ عادةً ببناء جدران داخلية؛ وذلك بعد أن يتم ربط الجدران الخارجية بالأساس. ويطلق على الجدران الداخلية اسم الفواصل. وفي حالة استخدام الجص، يجب تغطية الجدران الداخلية أولاً بألواح خشبية رقيقة أو بألواح طويلة من الخشب أو المعدن أو بألواح إقامة الجدران. وتوضع ألواح تغطية الجدران بشكل أفقي، وتفصل بين كل منها مسافة تصل إلى نحو ثمانية سنتيمترات.
ويمكن أن نستعيض عن ألواح الحائط أو ألواح تكسية الجدران أو خشب الأبلكاش المُغرَّى باستخدام الجص. انظر: ألواح الحائط.
النوافذ. تأتي معظم أجزاء النوافذ من المصانع أو من تجار مواد البناء مصنوعة حسب الأحجام المناسبة. انظر: النافذة.
الأبواب. يُمْكن شراءُ الأبواب وإطاراتها جاهزة الصنع. ويُثبِّت النجارون الأبواب بارتفاعات كافية، حتى يكون بإمكانها أن تتأرجح فوق مستوى السطح أو فوق مستوى السجاد. ويتم ملء الفراغ تحت الأبواب الخارجية ببناء العتبات.

تمديد خطوط الكهرباء. تمدنا خطوط الكهرباء بالضوء، وهي تُدير الغسالات والأدوات الكهربائية المنزلية الأخرى، كما تزوِّدنا بالحرارة. ويمد الكهربائيون الأسلاك الكهربائية على التوالي، من الدوائر الكهربائية. ولكل مجموعة من الأسلاك الكهربائية عدد من المخارج الكهربائية. وغالبًا ما يصل الكهربائيون خطوط التدفئة العمومية بدائرة كهربائية منفصلة، الأمر الذي يجعل نظام التدفئة مستمرًا إذا انفصلت أية دائرة كهربائية أخرى.
لكن الأسلاك الكهربائية قد تسْخن، الأمر الذي قد يسبب حريقًا إذا ما زادت طاقة التحميل عليها. لذا، فإن الكهربائيين عادةً ما يزودون كل دائرة كهربائية بصمامات أمان كهربائية. انظر: الصمامة.
وعادة ما يحمل صندوق الصمامة جميع الصمامات معًا. وفي حالة مرور تيار كهربائي كبير عبر أية دائرة كهربائية، فإن السلك المثبت في صمام الأمان ينصهر، أو يحترق. وغالبًا ما يركب الكهربائيون جهازًا وقائيًا آخر يُدْعى مفتاح قطع الدائرة، وذلك بدلاً من صندوق الصمامة. انظر: قاطع الدائرة الكهربائية. وعندما تزيد طاقة التحميل على أي دائرة كهربائية، يقوم قاطع الدائرة الكهربائية، بشكل تلقائي، بقطع التيار الكهربائي. انظر: الدائرة الكهربائية.
السباكة. في أثناء عملية الإنشاء، يقوم السبّاكون بمد أنابيب الغاز والماء والصرف الصحي. ويتم ذلك كله قبل أن يضع العمال الآخرون اللمسات الأخيرة للمبنى. كذلك يضيف السباكون محابس الروائح (البالوعات) لمنع تسرب غاز البالوعات. أما محبس الروائح المستخدم لأحواض الغسيل في دورات المياه، مثلاً فهو خط أنبوبي متعرّج، يقع أسفل مصرف المياه تمامًا بحيث يستقر الماء في الجزء السفلي من الماسورة، ويمنع بذلك غاز البالوعة من الارتداد والتسرب مرة أخرى. وحتى تعمل بشكل صحيح، يجب أن تشتمل محابس الروائح على نظام تهوية خارجية. أما الماسورة الصغيرة التي تبرز من أعلى سطح البناء، فهي ماسورة تهوية لتسريب غاز ومياه البالوعات.
وهناك أنبوب تصريف الفضلات والصرف، مصنوع من الحديد الزهر ويمتد من داخل المسكن مترًا ونصف المتر خارج البناء، حيث يتصل بأنبوب آخر مصنوع من مادة أخرى، وعادة ًما يكون من الفخار، ويصل هذا الأنبوب ماسورة تصريف المسكن بشبكة الصرف المحلية. وفي المناطق التي لا توجد بها شبكة صرف محلية، يُستعاض عن ذلك بخزان التحليل الذي تُخزَّن فيه الفضلات إلى أن تتحلل. أما مياه البالوعات القذرة، فإنها تتسرّب إلى الأرض عبر المواسير. ومن حين لآخر، يجب إزالة الرواسب من الخزان. انظر: السباكة؛ المجاري.
العزل. يقلل العزل كمية الحرارة أو البرودة التي تنفذ عبر الجدران والأرضيات و السقوف. وعندما يكون الهواء المحيط بالمسكن أدفأ أو أبرد من الهواء في داخله، فإن الحرارة تنتقل من الجو الدافئ إلى الجو البارد. وهذا يعني أن الحرارة ستجد طريقها إلى الخارج في فصل الشتاء، وأن المسكن سوف يصبح باردًا. أما في فصل الصيف، فإن الحرارة في الخارج سوف تجد طريقها إلى المسكن. والواقع أن مهمة العزل هنا هي ملء فراغات الهواء في الجدران والأرضيات والسقوف، ليكون هناك حيز هواء لا منفذ له، وهذا يساعد على منع فقد الحرارة. وبإمكان عملية العزل أن تقلل من تكاليف تدفئة المسكن. انظر: العزل.
كذلك من الممكن تزويد المسكن بنظام للتدفئة والتكييف. انظر: تكييف الهواء؛ التدفئة.

هندسة المناظر. تعتبر هندسة المناظر خطوة أخيرة في بناء المسكن، حيث يحاول البناؤون الإبقاء على الشكل الطبيعي للأرض، وأن يحافظوا أيضًا على الأشجار. ومن ثم، فإن الأمر يتطلب إجراء بعض عمليات التسوية والحفر للأرض. وبعد أن ينتهي بناء المسكن، قد يحاول صاحب البناء أن يهيئ مساحة خضراء حول المسكن، كما أنه قد يغرس الأشجار والشجيرات. انظر: تنسيق الحدائق؛ هندسة المناظر.
ويُفضّل كثير من الناس بناء مساكن خاصة، إلا أن معظم المساكن الحديثة في الدول المتحضرة، تقوم ببنائها الشركات أو السلطات المحلية، وتقوم بعد ذلك بعرض تلك المساكن للبيع أو الإيجار. ولمزيد من الشروح الخاصة بالمبادئ العامة للبناء. انظر: تشييد المباني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق