الأحد، 4 مايو 2014

المسكن

المَسْـكَن البناء الذي يوفر المأوى والأمان والحماية. وتتفاوت المساكن في الحجم، من كوخ طيني يحتوي على غرفة واحدة إلى قصور متعددة الحجرات. وقد يكون المسكن بناءً من طابق واحد فقط أو بناءً من طوابق متعددة. وتوجد المساكن في العواصم والمدن والقرى، وكذلك في ضواحي المدن والأرياف. وتختلف أنماط المساكن تبعًا لحاجة ساكنيها ومدى ثرائهم، وتبعًا لمواد البناء المتوافرة. وتنقسم كثيرٌ من المباني الضخمة إلى وحدات سكنية أو شقق للسكنى. وتُعْتبر كل وحدة سكنية في كل طابق مسكنًا مستقلاً ومكتملاً في حد ذاته، أو مساكن صغيرة متكاملة يشغل كل منها طابقين أو أكثر.
ويختلف طراز المساكن بشكل كبير من بلد إلى آخر، كما أن نمط بناء المساكن قد تغير بمرور الزمن. ويحْمل كثير من أنماط البناء اسم البلد أو الحقبة الزمنية التي شُيد فيها، بينما تحمل أنماط أخرى أسماء المهندسين المعماريين الذين قاموا بتصميمها. ويشتمل طرازُ البناء الأوروبي التاريخي على فن العمارة الرومانسكي، والطراز القوطي، وطراز عصر النهضة، والباروكي، وطراز الروكوكو. ومن المهندسين المعماريين الذين ابتدعوا بعض الأساليب التي استخدمت في بناء المساكن، أندريا بالاديو الإيطالي، والإخوة آدم البريطانيون. انظر: العمارة.
وتشمل العوامل التي تؤثر في حجم المساكن وتصميمها كلاً من المناخ والعادات الاجتماعية وأساليب البناء ومواد البناء والنمط المعماري السائد ودرجة الثراء. كما يؤثر الجانب الديني على نمط البناء، فالعمارة الإسلامية مثلاً تعتمد على أن يتمتع المسكن بخصوصية متميزة بحيث يكون وضعه شرعيًا، وقد تؤثر الخرافات والاعتقادات الخاطئة في تصميم المنزل فهناك مساكن في بعض دول شرق آسيا اتخذت سطوحها شكل القباب، ذلك أن الناس هناك يعتقدون أن تلك السطوح تحميهم من الأرواح الشريرة. وهناك أنماط بناء أخرى ظهرت نتيجة للأحوال الاجتماعية. فعلى سبيل المثال عهد كثير من الأثرياء، في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، إلى أفضل المهندسين المعماريين، بمسؤولية تصميم مساكنهم. فشيدوا مساكن جميلة ورقيقة، تتناسب مع حياة أصحابها، وتتطلب عددًا ضخمًا من الأفراد للخدمة المنزلية. أما في وقتنا الحاضر، فإن معظم المساكن يسهل صيانتها، وهي مناسبة للأسر الصغيرة.
ويعتبر الطابع المحلي، الآن، أقل شيوعًا منه في الأزمنة الغابرة. وأصبح نمط المساكن أكثر اتساقًا في معظم أنحاء العالم. ويعود ذلك إلى مواد وأساليب البناء الحديثة. والواقع أن بإمكان شركة ما أن تنتج أجزاء مصنعة مسبقًا لمساكن يمكن أن تشيد في أي موقع وبشكل سريع بدلاً من أن تُبنى على مراحل.


وشيدت المساكن في اليابان على نحو تقليدي من مواد بناء خفيفة مثل الورق والخيزران؛ بحيث تنهار بدون إحداث أضرار في حالة حدوث ثورة بركانية أو زلزال، ومن ثم يكون بإمكان السكان إعادة بنائها على نحو سريع وبثمن منخفض. وكانت المساكن المرفوعة على ركائز، تشيد أيضًا في جنوب شرقي آسيا على نحو يتكيف مع بيئتها. ويقيم السكان تلك المساكن على ركائز عالية في الأماكن التي قد تغمر فيها مياه الفيضانات المساكن العادية، أو في تلك التي قد تغزوهم فيها الحشرات.البيئة.
للبيئة تأثير مهم على المساكن التي يبنيها الناس. ففي المناطق التي تتسم بقيظ شديد أو برد قارس لابد أن تشَيد المساكن بطريقة توفر للناس الحماية من درجات الحرارة القصوى ومن البرد القارس. كانت المساكن التقليدية لشعوب الإسكيمو في القطب الشمالي تشيد من كتل ثلجية. وقد شَكلت هذه المساكن الثلجية التي تُعرف باسم الأكواخ القبيّة عازلاً جيدًا ضد درجة الحرارة المنخفضة جدًا في الخارج. تحت درجات الحرارة القصوى لصحاري الشرق الأوسط، كان الرعاة المعروفون بالبدو يعيشون في خيام ضخمة صنعت من أنسجة جُدلت من أوبار جمالهم وأصواف أغنامهم. وقد حمت الأنسجة الغليظة البدو من الشمس، كما كان بالإمكان فتح هذه الخيام من الجوانب لينتشر الهواء فيها. ومنذ منتصف القرن العشرين، استبدل بكلا النمطين التقليديين أبنية شُيدت بمواد بناء عصرية.

وفي مناطق جبال الألب، حيث تتساقط الثلوج بكثرة، تشتمل المساكن على سطوح تكون على شكل أبراج مائلة، الأمر الذي يجعل الثلوج تنزلق على السطوح بكل سهولة. وتدعو الحاجة إلى مثل هذه السطوح المائلة في البلدان التي تتساقط فيها الأمطار الموسمية بغزارة. أما في البلدان الحارة والجافة، فإننا نجد كثيرًا من المساكن تُشيد على شكل صندوق، وتزود بسطوح مستوية بحيث تظل باردة في طقسٍ شديد الحرارة. ويعود ذلك إلى النوافذ الصغيرة المزودة بمصاريع والجدران السميكة المطلية باللون الأبيض حتى تعكس ضوء الشمس.


 مساكن شبه متباعدة يتصل كل منها بمسكن مماثل له.وترتفع أسعار أراضي البناء في العواصم والمدن، لذا كان من الضروري أن تشغل أعداد كبيرة من المساكن مساحة صغيرة من الأرض. وتبعًا لذلك، فقد يشيِّد البنّاؤون وحدات سكنية ضخمة ومتطاولة، أو قد يبنون صفًا طويلاً ومتسلسلاً من المساكن. أما في القرى، حيث تتوافر الأراضي بشكل أكبر، فإننا نجد المساكن المتباعدة والمساكن ذات الطابق الواحد قد شُيِّدت وسط حدائق أو داخل مساحات واسعة من الأرض خاصة بها.

وتوجد في كثير من ضواحي المدن البريطانية

مواد البناء.
تتنوع مواد البناء التي كانت تُستخدم في بناء المساكن؛ من الطين والحشائش لبناء أكواخ القبائل، إلى وحدات سابقة التجهيز تُستخدم في المباني الضخمة ذات الوحدات السكنية المتعددة. ويمكن أن نقسم مواد البناء إلى نوعين، هما: التقليدي والحديث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق